responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجموع اللفيف المؤلف : ابن هبة الله    الجزء : 1  صفحة : 188
أعظمي رماما، كان للبلى انقضاء، وللشقاء نهاية، ولكني أرفع بعد ذلك إلى صحيحة الحشر، فأرد أهوال مواقف الجزاء، ثم لا أدري إلى أي الدارين يؤمر بي، فأيّ عيش يلتذ من يكون إلى هذا الشأن صيّوره [1] .
فلما سمع الملك هذه المقالة، ألقى نفسه عن فرسه، وعقد بين يدي الرجل وقال له: يا هذا، لقد كدّر مقالك عليّ صفو عيشي، وملك الإشفاق قلبي، فأعد عليّ بعض قولك، واشرع [2] لي دينك، قال له الرجل: أما ترى هذه العظام التي بين يدي؟ قال: بلى، قال هذه عظام ملوك، غرّتهم الدنيا بزخرفها، واستحوذت على قلوبهم بغرورها، وألهتهم عن التأهب لهذه المصارع، حتى فاجأتهم الآجال، وخذلتهم الآمال، وعصبتهم عزّة الملك، وسلبتهم بها النعيم، وأودعتهم أطباق الأرض، حتى صيّرتهم إلى ما ترى، وستنشر هذه العظام فتعود أجساما، ثم تجازى بأعمالها، فأما إلى دار القرار، وأما إلى محلّ البوار، ثم امتلس [3] الرجل فلم ير له أثر، وتلاحق أصحاب الملك به وقد أمتقع لونه، وتواصلت عبراته، فركب وقيذا [4] ، فلما جنّ عليه ألقى ما كان عليه من لباس الملك، ولبس طمرين، وخرج تحت الليل، فكان آخر العهد به.
[لا سبية من قريش]
قال: ليس في الأرض [65 و] عربي يدّعي أنّ له أمّا من قريش أو الأنصار أو ثقيف سبيّة، إلا مبطل، وذاك أنّ قريشا [5] ، كانت في الحرم، فلم تغز ولم تسب، وكانت ثقيف في حصن منيع، فلم تغز ولم تسب، واشتغلت

[1] صيّورة: عاقبته، الصيّور: منتهى الأمر وعاقبته كالمصير.
[2] كذا بالأصل: (واشرع) أي بيّن شرعته، وقد تكون: (واشرح) .
[3] امتلس: ذهب ذهابا سريعا، وذهابا سهلا رفيقا.
[4] الوقيذ: الذي يغشى عليه، لا يدرى أميت هو أم حيّ، والشديد المرض المشرف على الموت.
[5] في الأصل: (أن قريش) وهو لحن.
اسم الکتاب : المجموع اللفيف المؤلف : ابن هبة الله    الجزء : 1  صفحة : 188
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست